حريق فى معسكر كلمه - قصة قصيرة

حريق فى معسكر كلمة
أميمة عبد الله
Omimaalabady- @hotmail.com

خروجى فى العاشر من اغسطس من عام 2003 لم يكن من أجل الشعارات التى كانت تنادى بها حملة إغاثة لمعسكر كلمه ، كانت أخبار الحرب تملأ الدنيا ، إبادة جماعية ، اطفال يستخدمون كدروع بشرية ، شيوخ يموتون من البرد والجوع ، عمليات نهب مسلح ونساء يغتصبن فى وضح النهار ، كان ثمة ما هو مخفى وراء الروح ، هذه الكلمات هى اول ما بدأت به رسالتى الأولى اليه ، كنت أكتب اليه بصدق عن موجة الوله التى أصابتنى عندما سمعت صوته بدء عبر الهاتف ثم عندما رايته ، كان قائد الحملة ومنظمها وهى تتالف من خمسة رجال باستثنائه.
> عند ما صافحنى قررت ساذهب معهم ، كان هذا الرجل محل تقدير واحترام من الجميع يتحدث كامير ويعمل كثور ويمشى كقط ، ولديه من الصبر ما يكفى ليسمع الجميع.
> تبنيت كل الشعارات التى اطلقتها الحملة من أجل الذهاب معه ، رفض لكنه تحت وطأة الحاحى لم يكن امامه إلا القبول ، كنت المرأة الوحيدة بينهم ، ذهبت معهم يدفعنى الحب لا الشفقة على اولئك النازحين ، احيانا نقطع مسافات طويلة استجابة لنداء ما دون أن نعلم بأننا ذاهبون لتلبية نداء أخر.
> الطريق بالغ البهاء ، كنا منقسمين على ثلاثة عربات ، الخضرة الصامته تحيط بنا ، عندما وصلنا بداية الطريق المودى إلى المعسكر كان الوقت بعد زوال الشمس وقبل الغروب ، الزوال شديد البهاء فى تلك المناطق ، السماء ملبدة بالغيوم ن الارض معطاءة والهواء معبىء برائحة التراب ، الطريق طويل ومتعرج ، كنا نسير ببطء الدقائق تمضى كأنها ابدية ، قرى مهجورة ، بيوت مهدمة قصة مأساة تحكى مع الزمن ، بقايا اسوار تتحدث بلغة الخراب ، قفزت صورة الماضى دفعة واحدة وأنا اتكىء على قفا السيارة التى تنقلنا ، لقد توقفنا للصلاة ، كنت غارقة فى لسكون الاله المقدس نبتهل وسط صمت الخضرة.
> سرنا طول الليل ، كانت ليلة مظلمة وموحشة ، كنت محتمية به بذاك الحبيب الذى تعلقت به من أول لقاء قريبة منه اذداد ثقة به مع كل تقدم لنا . مع الفجر الأول قال سائق سيارتنا لقد اقتربنا من المعسكر وقبل أن يكمل حديثه رأينا دخانا يعلو فى الجو منتشرا كأفاعى تتلوى ، اسرعنا ، عندما وصلنا كان الصراخ لا يحتمل الكل مهلوعا ويبحث عن مخرج ، النساء يتراكضن فى موجات عاتية حاملات الاطفال ، صرخات الاستغاثة المجنونة تذيد من الهلع وتبعث القشعريرة فى البدن ، أبقى عادل اللوارى المحملة بعيدا عن المعسكر ، ذهبوا جميعا لمساعدة الرجال فى اخماد النار كانوا يعملون بسرعة ، أغلبهم لايرتدى سوى السروال لقد كان الحريق فى ساعات الصباح الأولى حاصر الحريق نصف مساكن المعسكر كان الحريق عظيما والدخان كثيفا ، كل ما بالمعسكر يساعد على تكاثر السنة اللهب ، الحصير ، المشمعات المصنوعة من مواد بترولية ، سيقان الشج
ر الجافه ، بعض الرجال كانوا يحاولون تنظيم عملية اخلاء المعسكر لكن أصواتهم الآمره كانت تبتلعها صيحات الموت والألم وبكاء الأطفال المربوطين إلى ظهور امهاتهم ورعب النساء ، كان الصخب يصم الأذان لم ار أشجع من الامهات فى ذلك اليوم طاقة عجيبة مدت إليهم من السماء لحماية أطفالهن ، كن مجنونات يدفعن الرجال بعيدا رغم دخان الحريق يتوغلن ويبحثن عن الأطفال المتخلفين الضائعين ليسحبوهم خارج المعسكر الهواء عصيا على الجميع ، الرياح تساعد على إنتشار النيران ، كان مشهداٌ مرعباٌ ومتوعداٌ ببؤس عظيم ينتظر ساكنى المعسكر ، احترقت جلود الرجال باشعة الشمس وهم يعملون بخفة شديدة ، أغلب الضحايا كانوا اطفالاٌ وشيوخ اقعدتهم المفاجأة وحجّمت خطواتهم ، لم استطع روية أى من افراد حماتى وسط تلك الفوضى .. كنت اساعد بمحاولة تهدئة روعة النساء لقد كن اكثر المتضررين بجلودهن المحروقة وعيونهن الدامعة ووجهوهن التى غطاءها الغبار والرماد واسودت بالهباب ، بؤسهن كان عميقا حتى أن رأفتى تجاه اولئك النسوة ظلت لصيقة بى لأعوام كثيرة برائحتهن المميزه المخلوطة برائحة الخوف والعرق الكريه ، أصواتهن مختنقة وكأنها قادمة من أعماق هاوية الآه محبوسة فى صدورهن وهن منكمشاتعلى أنفسهن ، لقد قضى الجوع على ملامح الحياة عندهن.
> أكثر من نصف المعسكر اصبح كومة رماد ، أشلاء محروقة داس عليها البعض ، روؤس حاسرة زال عنها غطاءها ، غبار محتشد بالرماد ورائحة اللحم المحروق . ذهب الحريق بالقليل المدخر لم يبق لديهم حتى إناء يتسولون به صدقة المنظمات . قضينا وقتا طويلا نحملق فى الخراب الذى الحقه الحريق بالمعسكر ، أنا بعينين دامعتين وهو بقلب ينبض الما . لم اكن اعرف احداٌ بالمعسكر لكنى فجأة احسستهم جميعا اهلى ، لىّ صلة وجع معهم نسيت حبى الذى دفعنى لخوض الرحلة .
> ستسال لماذا اكتب اليك كل تلك التفاصيل وقد كنتها معى ، ساقول لك رغم حبك الذى مازال يسكننى ، لتعرف لما أنا فضلت البقاء مع اهل كلمة على العودة معك إلى الخرطوم ، لقد صار قلبى لأهلى الجدد 0 كنت احدث نفسى بشقاء اولئك النازحين ، اتذكر تلك الطفلة التى شدت على فستانى عندما كنت تراقبنى من البعد ، كانت فى الرابعة من عمرها ، وسخة يغطيها الغبار ، شعرها منفوش إنحنيت عليها ، حملتها بين يدى لم تكن تبكى ، عيناها جامدتين مسلتطين على المعسكر
> - هنا كنا نسكن مع أمى
> أشارت إلى كومة الرماد . لم أجد كلمات مناسبة لموآساتها ، ماذا أقول وأنا الممتائة بالحزن والشفقة ، أعطيتها قطعة خبز كانت بيدك . أتذكر ؟
> لكنها قالت أريد أمى
> - حسنا لنذهب إليها
> هزت راسها مائلة به إلى الوراء قليلاٌ
> - ماتت فى الحريق
> قالتها دون دمع ، قالتها ببساطة ، اقتربت منى امرأة تسعينية تتكىء على عصا قالت لىّ اتركيها إنها إبنة بنتى
> - دعيها لىّ لأنظفها
> سالتنى لماذا ابقيتيها معك
> - اريد موأساتهم جميعا فى هذه الطفله
> ضممتها إلى صدرى بقوة ساعدتنى كثيراٌ فى ضبط دموعى ومنحى بعض الهدوء ، هيمن داخلى صمت التوابيت لقد غمرنى الأسى
> تحلق الرجال حول عادل كانوا متعبين مسودة وجوههم بالهباب ، ثيابهم وسخة بالرماد والتراب والعرق .
> الليل توغل ونحن منهمكين فى توزيع الطعام للنساء والأطفال ، الرجال قالوا النساء والاطفال اولاٌ ، أعطيناهم الغطاء والفرش ، بعضهن لم يكن قادرات على الوقوف فى الصف كنت اذهب اليهن حاملة حصتهن ، لقد هدهن الحريق واخريات فقدن اطفالهن ، جلست قربهن لم ار فى حياتى كلها حزناٌ على ملامح الوجه كتلك التى رايتها يوم ذاك على وجوه اولئك النسوة لقد دخلن النار للبحث عن اطفالهن دون جدوى حتى أن إحداهن قد استنفدت قوة عشرة رجال ليتمكنوا من سحبها خارج المعسكر بعد أن فقدوا الامل فى إيجاد طفلها ، لقد فقدن اصواتهن من كثرة الصراخ والعويل على فم احداهن الكثير من الذبد وبقايا دموع مالحة على الخدين ، بقيت قربهن مانحة إياهن بعض الطمأنينة . سهرت معهن إلى أن اخذهن النوم .

> قرب الفجر رايتك تقف بعيدا انت ايضا لم تنم
> - لم أكن اتوقع منك هذا الكم الهائل من العطف
> - لهذا السبب قررت البقاء
> بقى بقية افراد الحملة يومين كان عادل خلالها كأفضل رجل رايته يتحمل الألام ويتمتع بنزاهة ومقدرة عالية على قيادة شئون الحملة ، يفتح حقيبته الإسعافية ويساعد الجرحى لحين نقلهم الى المستشفى ، يمنح النساء الرأفة ويبحث فى اكوام الرماد عما يمكن إنقاذه ، كنت اعمل قريبة منه ، اراقبه وكأنى لن احب سواه . وها أنا بعد كل هذه السنوات الثلاث والتى قضيتها فى المعسكر لم ار رجلاٌ يحمل حنانا على اولئك النازحين كالذى كان يحمله .
اميمه عبدالله

نص إلى الشيخ الترابي

نص إلى الشيخ الترابي
الشاعر: خالد أبو سليمان


عليك حطت طيور جنة
نثار مسك وعود صندل
وكل درب إليك مسرى
من خلق آدم ولم يبدل
وكل يوم عليك عيد

يا بنت كوبا..
أتتك شمس من المشارق
أتاك في القيد ركب طارق
أتاك في القيد ليس سارق
وليس مارق أتاك نور له بيارق
فما المساحل وما المحارق
غداً نرى وهجه الجديد
أبنت كوبا سلي السمندل

بساحل اليم هل تبدل؟
طريق موسى.. وهل تخلخل..؟
من قبل تابوته المحمّل.. وكان أعزل.
يشق درب النوى وحيد.
وهل تزلزل..؟ طريق يوسف
من بيت حب.. لقاع جب
لدلو شرب .. لقصر صب
لسجن رب.. لتاج عز به تكلل.
وهل تحول..؟
طريق قصواء في المدينة
ودرب ذات الثمار نحو الرسول عند النداء أعجل
تجره جزرها المديد
ودرب ربعيٌ بن عامر .. بعرش كسرى
ورمحه شق كل مخمل .. وخفه فوق كل أنبل
ودرب بئر الرجيع أطول .. به خبيب وخير فتية
وشارع الكهف والوصيد .. وراءه الحبل والحديد
لكن رب السماء سهل ..
لكل طاغ أمد أمهل
وليس أهمل
ولن نحيد
وذاته ذاته الطريق
يمر تحت الهداة جمعاً
عليه رشوا دماً ودمعا
وأوقدوا للرفاة شمعا
وغاب عنهم به شهيد

سوداني جداً .. (الزول) السمح فات الكبار والقدرو

سوداني جداً .. (الزول) السمح فات الكبار والقدروماذا تعني كلمة زول؟

كثيرون يعتقدون جهلا أن كلمة زول كلمة اخترعها السودانيون
وليس لها أصل ولا فصل, وللعلم والمعرفة إليكم
الزول تلك اللفظة العربية التي أصبحت تعادل كلمة (سوداني) في كل مهجر ومغترب ، حتى أصبحت شعاراً للسوداني ـ هي والعمامة ـ و (زول) من فصيح العربية ولها في لسان العرب لابن منظور أكثر من سبعة عشر معنى ، فالزول تعني

(1) الكريم الجواد ، أنشد السكيت المزرد
"لقد أروح بالكرام الأزوال من بين عم وابن عم أو خال"

(2) والزول : الخفيف الحركات ، قال أبو منصور الثعالبي في حديثه عن الممادح والمحاسن ، حين ذكر أطوار الإنسان : فإذا كان حركاً ظريفا متوقدا فهو : زول .
(3) والزول الفتى ، قال محمد بن عبيد الله الكاتب المشهور بالمفجع يمدح علياً رضي الله عنه:

"أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغذياً"

4) والزّول : العجب، ألا ترى السوداني إذا استغرب شيئا قال: يازول ؟؟
يعني ياعجبي من هذا الشيء .
قال الشاعر في وصف سير
ناقة."مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح"فمرفوعها زولٌ يعني سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب. (5)
والزول الخفيف الظريف الذي يعجب الناس من ظرفه (6) والزول التظرف (7) والزول : الداهية(8) والزول : الشجاع الذي يتزايل الناس من شجاعته(9) والزول الصقر (10) والزول : معالجة الأمر كالمزاولة (11) والزول الغلام الظريف (12) والزول : الحركة
(13) والزولة : المرأة الظريفة ، قال الأصمعي : أنشدتني عشرقة المحاربية ، وهي عجووز حيزبون زولة ... قال أبو علي : الحيزبون التي فيها بقية من الشباب . والزولة الظريفة (14) والزولة : المرأة البرزة (الجميلة) الفطنة الذكية ، قال الطرماح بن حكيم :وأدت إليّ القول منهن زولة تلاحن أو ترنة لقول الملاحن والملاحنة هي الفطنة ، فهذه تتكلم بما يخفى على الناس ولا يفهمها إلا الفطن . (15) والزولة : الفتية من الإبل أو النساء ، قال رؤ
بة بن العجاج :
قد عتق الأجدع بعد رق بقارح أو زولة معق16 ووصيفة زولة : إذا كانت نافذة في الرسائل (17) ويقولون فلان رامي الزوائل : إذا كان خبيرا بالنساء ، قال الشاعر : "وكنت امرأً أرمي الزوائل مرة فأصبحت قد ودعت رمي الزوائل"
ففتى، زول وفتاة ،زولة ، وفتية أزوال ، وفتيات زولات ، ونسوة زوائل .والزول كلمة آتية من الزوال اي أنك انسان زائل فالزول والعمامة شعار السوداني ـ وأكرم به ـ ونحن نسعد ونفخر أن يكون شعارنا كلمة عربية أصيلة هي (العمامة) والعمامة هي لباس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين والأئمة والفقهاء

مسادير



مسادير
-----------
أمبارح بعد كل الخلوق ما هجعو
عاود قلبي ضرباتو المطولة وجعو
ود الشيخ مفارقة العريب النجعو
ما ببقولنا ذي الودعونا ورجعو
----------
ريدن من قديم أنا كت مسيهو لباسي
وإنت الليلة أصبح تركو عندك قاسي
كل ما تهف ليك نايرة أم كلاماً راسي
نقراتك تزيد وانا دوب كتر هلواسي
------------
كيف أصبحت يا الشتلة الكريفك رندي
وكيف قيّلتي يا النايرة الخديدك بندي
وكيف أمسيتي يا الشاطبة العقيل العندي
وكيف بيّتي يا الملكة البلودك شندي
-------------
وصل أب رحمة والشقلة الوعرها يخوّف
أمسى الليلة لي جمع الفروق متشوّف
نده شيخ الطريقة وجملة المتصوف
يجمعو شملي بي المن الدنات متعوّف
-------------
سبب قلبي الرجع للغي بعد ما يقن
عيونا وجيدا دعّات اللرايل الشقن
المهر الصهل سمع النقاقير دقن
يكسر من جمال تابره أم لهايبن بقن
-------------
البارح بشوف بشلع بريق النو
وحس رعادو يجرح في الضمير كوكو
داك طير القطا دوّر مشارع الهو
وفرقان البطانة أتماسكن من ضو
--------------
ليل الغمة هوّد والبروق إتلالن
دموع الوجعة جن ذي السحابات شالن
ملن قرب العيون لكنهن ما سالن
مو من قلهن بس في الوجه ما خالن
-----------------
عهدنا معاك كنداب حربة ما بتشلخ
وصرة عين جبل بصاقعة ما بتتفلخ
كان إيدينا فيك من المسك تتملخ
السما إنتكي وجلد النمل يتسلخ
-------------
كيف أهنا وأعيش وأنا صبري ولى مودع
وسببي الرخرخ المن قام صغير متفدع
جنيت وجني جنّ وحالي أمسى مبدع
أهج شقيش أهج فاضلي تاني أجدع

كم في ثياب الزهد من صياد


كم في ثياب الزهد من صياد...!!

عبد الحميد أحمد محمد

- - - - - - - - - - - - - - - - -

إن تتطرق للكهنوت والنفاق الديني فأفعل كمن يدرك ما يحتوش ذلك السبيل من كلاليب توشك أن تختطفه وسهام لابد أن تنوشه فيسبق كل ذلك ويجعل له طريقاً للنجاة وخطّاً للرجعة والتقهقر تحرفاً لكرة أخرى أو تحيزاً لفئة تنجده،- كذلك فعل أمير الشعراء- وهو ذكاء يحسب له (ومن خاف سلم!)

في (مملكة الحيوان) عالج شوقي أمير الشعراء الكثير من القضايا الإنسانية الشائكة على ألسنة حيوانات وطيور .. وكما جعل المتنبي حصانه هو ما يلفت بني الإنسان إلي سنة أبيهم آدم في مفارقة الجنان (يقول بشعب بوان حصاني /أعن هذا يسار إلي الطعان)(أبوكم آدم سنّ المعاصي/ وعلمكم مفارقة الجنان) فإن شوقي يعالج قضية (النفاق الديني) ويروي حكاية الصياد والعصفورة:

حكاية الصياد والعصفورة / كانت لبعض الزاهدين صورة

ماهزئوا فيها بمستحق / ولا أرادوا أولياء الحق

ما كل أهل الزهد أهل الله / كم لاعبٍ في الزاهدين لاه..

وهنا مربط الفرس والبوابة التي مكّنت شوقي من النجاة فما أراد أولياء الحق ولا عرّض بمستحق للتبجيل ولكن...

أخ حبيب بسط إليّ يده بكتاب جميل الغلاف مصقول الأوراق بعنوان شيق وما أن وقع بصري على مؤلفه حتي قبضت يديّ التي كنت باسطها لأمسكه! قلت ياأخي أقلعت عن القراءة لهولاء ويكفي ما أنفقناه من وقت في مطالعة كتبهم في زمان كنا ننظر لهم كأولياء لله ونحن طلاباً بالثانويات حتى إذا تقدم بنا العمر اكتشفنا أن أحدهم يمكنه أن يعمل مستشاراً بالقصر أو الوزارة بمثل ما يعادل عمر شاب جذع فلا هو نفدت ذخيرته من التجارب ولا فرغ جرابه من الرأي والمشورة يأكل من المال العام والمخصصات الباذخة ثم يذهب إلي أهله يتمطي ليحدثهم ويعطيهم (مفاتحاً لفهم القرآن الكريم) أو يقدم نظرات في فقه كذا وكذا.!

إمام المسجد الكبير بالخرطوم يوم أعلن بعد صلاة الظهر عن محاضرة يقدمها الشيخ الكبير الحبر الخطير عقب الصلاة تذكرت أبيات شوقي عن الصياد والعصفورة ورددتها -في المسجد يا هداك الله؟- نعم. ثم سارعت فحجزت موقعاً متقدماً بين الصفوف..ثم انتظرنا زماناً بعده جاء (الشيخ) يهرول كنت أظنه صلى مع الجماعة بالمسجد حتى اتجه لركن قصي من المصلى فأمّ سائق سيارته الفارهة وبعضاً من حاشية تتبعه في صلاة لا أدري إن كانت خداجاً ولكنها كانت خاطفة عجلة،.. ثم التفت للحاضرين وقال في (خشوع!!) : والله ما أخرني عنكم إلا مقابلة أجريتها مع مراسل مجلة كان يحاورني وأرجو أن لا يكون في ذلك رياءً ولا سمعة ولا طلباً للشهرة(!) وأن يتقبله خالصاً لوجهه الكريم..(!)

لم يذكر مقولة تكثر منها حتى (الحبوبات) بالبيوت (لا بارك الله في عمل أبطل الصلاة) ولكن يبدو أن (أسلاميي) الزمان الأخير ومستشارو التأصيل ومحلي الربا والجبايات والتحصيل .. قد إستبدلوا انتظار الصلاة إلى الصلاة برباط آخر هو دخول التشكيل الوزاري تلو التشكيل الوزاري (فذلك الفلاح ذلك الفلاح)

تحسست رأسي ثم حزنت على جزء عزيز من شعري كنت قد فقدته (مقصّراً) يوم خضت مشاجرة حامية بمقر الإتحاد الإسلامي للشباب وأنا يومها طالب ثانوي لأن أحدهم إختلس مني رسالة كانت تتحدث عن صنع الشهادة لفضيلة الشيخ (الإمام) كان (يعلمنا!) فيها التجرد والثبات والإخلاص طريقاً للنصر والشهادة في سبيل الله /أسمى أمانينا! /..بينما تشبث هو بوظيفة رفيعة في الدولة لعقود من الزمان! يومها كان طيف شوقي يحوم حولي مردداً:

أَلقى غُلامٌ شَرَكاً يَصطادُ ... وَكُلُّ مَن فَوقَ الثَرى صَيّادُ

فَاِنحَدَرَت عُصفورَةٌ مِنَ الشَجَر ... لَم يَنهَها النَهيُ وَلا الحَزمُ زَجَر

قالَت سَلامٌ أَيُّها الغُلامُ ... قالَ عَلى العُصفورَةِ السَلامُ

قالَت صَبِيُّ مُنحَني القَناةِ ... قالَ حَنَتها كَثرَةُ الصَلاةِ

قالَت أَراكَ بادِيَ العِظامِ ... قالَ بَرَتها كَثرَةُ الصِيامِ

قالَت فَما يَكونُ هَذا الصوفُ ... قالَ لِباسُ الزاهِدِ المَوصوفُ

سَلي إِذا جَهِلتِ عارِفيهِ ... فَاِبنُ عُبَيدٍ وَالفُضَيلُ فيهِ

قالَت أَرى فَوقَ التُرابِ حَبّا ... مِما اِشتَهى الطَيرُ وَما أَحَبّا

قالَ تَشَبهتُ بِأَهلِ الخَيرِ ... وَقُلتُ أَقري بائِساتِ الطَيرِ

فَإِن هَدى اللَهُ إِلَيهِ جائِعاً لَم يَكُ قُرباني القَليلُ ضائِعا

قالَت فَجُد لي يا أَخا التَنَسُّكِ ... قالَ اِلقُطيهِ بارَكَ اللَهُ لَكِ

فَصَلِيَت في الفَخِّ نارَ القاري ... وَمَصرَعُ العُصفورِ في المِنقارِ.

كم خسرت الحركة الإسلامية في السودان جراء تجربتها في الحكم التي جاءت إليها دون زاد كافي من الفقه والعلم العاصم من الفتنة والسقوط في أحضان الدنيا؟ لقد صام الإسلاميون طوال عهود وصلوا وقاموا تطوعاً تربية للنفوس وردعاً للهوى كانوا يومها فقراء لم يجربوا لذة السلطة والثروة والجاه ثم فجأة إنغمسوا في كل ذلك فنسوا وغرهم طول الامل .! لقد أسقطت تجربة حكم الإسلاميين أهم شئ ظلوا يتمسكون به ..القدوة الحسنة والزهد والصدق فأخلدوا للإرض وركنوا للنعيم فأنهدم المثال وشاهت الصورة الجميلة المشرقة وحشود (الصيادين) تخطر في ثياب الزهاد تزحم شارع النيل من مسجد الشهيد بالمقرن وحتى القصر الجمهوري فالنادي الكاثوليكي قرب مطار الخرطوم .. كلهم يمشي وئيد كلهم يطلب صيد بعد مولانا عبيد الذي عاش شهيداً قبل أن يمضي شهيد.

إن عصفورة شوقي أدت ما عليها وبصّرت بالحقائق صاحت فينا نحن معشر الطيبين السذّج:

وهتفت تقول للإغرار...مقالة العارف بالأسرار

إياك أن تغتر بالزهاد ...كم تحت ثوب الزهد من صياد.

هل سمعتم أن هيئة علماء السودن بقيادة (علماء السلطان) والمستشارين الكبار قد احلت الربا بمسوغات الضرورة وجعلت تقدير ذلك للسلطان الرجيم؟

غربة وشجن

عبد الحميد أحمد محمد

--------------

أصلحك الله وهل تزعم أن الغربة المعنوية أهون من الحسية؟ ما ينبغي ذلك وما يكون

أوشكت أن أقول رحم الله من أوجد لنا البريد الإلكتروني ثم تذكرت جيوش المتنطعة والمتحفزين فقلت "ِإن تعذبهم فإنهم عبادك وَإِن تغفر لهم فإنكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" هذا المخترع يؤنس"الغريب عن بلدو مهما طال غيابو" ويصل حبل من تفرقت بهم السبل في أرض الله ما بين زر أرسال واستقبال يطوف بك في القارات الأرض.

أخ كريم آثر الشتات والمنفى بعد مفاصلة الإسلاميين وانهيار المشروع الذي افنى ربيعاً من عمره وسنوات دراسته الجامعية منافحاً ومقاتلاً عنه متجولاً بين (الغابة والصحراء )من أحراش توريت وكبويتا وحتي جبال ووهاد قرورة ورساي ذلك الأخ إعتصر آلامه ومضى مع أول جامعة خليجية قابلته مدرساً للحاسوب وعلومه.

هذه الأيام أصبح يكثر من الحديث عن رهق الغربة والإغتراب ويذكر النيل والمقرن والخرطوم ..حدثته عن غربة الوطن وأغتراب الروح السودانية وكيف أن السودان أختلف عن سابق عهده وأختلفت على المنابر أحرار وعبدان فلا الأذان أذان في منارته إذا تعالى ولا الآذان آذان..ولأني أعلمه مولعاً بالنظم كتبت له:

يا أخوي المعيد أوليتني لفتة ونظرة

في قلبي الهموم وكراعي فوق الجمرة

الحزن اللئيم سكينو دائماً حمره

يقطع في حشاي واعضاي جميع بالزمرة

***

يا أخوي المعيد الغربة ماها صعيبة

صعبة الوحدة وسط الناس رتابة كئيبة

في قلبي الهموم وأحزاني ديمة قريبة

شوف جسمي انتحل والدم دفعتو ضريبة

ونبهته إلى ان تلك ليس حالة تخصني وإنما هو مثال لحالة عامة ثم سألته عن قول ابن الوردي ذلك الشاعر الحكيم الذي خبر الحياة وخبرته فأخرج لنا عصارة تجاربه :

حبك الأوطان عجز ظاهر / فارتحل تلقى عن الاهل بدل

فبمكث الماء يبقي آسناً / وسرى البدر به البدر أكتمل

لا تقل أصلي وفصلي أبداً / إنما أصل الفتى ما قد حصل

فلبث غير بعيد وجاءني رده كفلق الصبح نظماً كما توقعت واشتهيت:

يا أخوي الأديب هاك مني لفتة ونظرة

ماكَ حزين براك ووحيد وماسك العبرة

في قلبي الحزن ساكن يمين في حجرة

الناس غيّرت والدنيا صبحت مُرّة

***

ماني مكضبك إت في حديثك صادق

وين نلقى النصافي وتاني مين بنصادق

بعد الصادقين "المرتضى" و"الصادق"

خلّفو في الفؤاد جرحاً منوسر وحارق

ذاد ألمو العلي يوم جانا عرمان مارق

وأما روايتك عن ابن الوردي فإنها لا تعنيني وقدوتي هنا صلاح أحمد أبراهيم ألم تستمع للمحبوب عبد السلام يحكى كيف أن صلاح كان يصطحب في غربته قطعة من تراب النيل (الطمي) ويحفظها في علب الهدايا الفاخرة ..وربما إن تدبرت "حزمة جرير" –قصيدة لصلاح- وقرأتها بعين المغترب البعيد عن داره لبدلت ما بثه ابن الوردي في نفسك.!

منذ يومين فقط وجدته online فتحادثنا على الـMessenger تجاذبنا بعضاً من أخبار وأحاديث الشركاء المتشاكسون كان متخوفاً ومشفقاً على مصير البلاد ،وعرجنا على أحوال الأمة العربية والأسلامية فأبدى تبرماً من أمراء النفط والدعة والنعيم قال أن أحمد مطر قد رسم لهم صورة ناطقة وبثني مقطعاً جد مؤلم :

ربنا ..

في أي دين

تملك النطفة في البنك رصيد؟

وألوف الكادحين يستدينون لصرف الدائنين ؟

أي دين يجعل الحق لبيت وأحدٍ في بيت مال المسلمين

ولباقي المسلمين صدقات المحسنين ؟

قلت وأنا ألخّص كل ذلك الحديث يا أخي الحال من بعضها هنا وهناك

شكوتم إلينا مجانينكم / ونشكو إليكم مجانينا

فلولا السلامة كنا كهم / ولولا المعاناة كانوا كنا

وضحكنا .

هذا هو المؤتمر (الوطني !!) الذي نعرف



عبد الحميد أحمد محمد

---------------------

بعض ما أحزن المتنبي وأحزننا من بعده أن الأسود المثقوب مشفره (كافور ) كان يمسكه ،يقتات من أدبه وصيته وإعلامه كذلك نحن اليوم في زمان (الكوافير) الجدد

جوعان يأكل من زادي ويمسكني / لكي يقال عظيم القدر مقصود.

كنت أعتقد خاطئاً أن بالمؤتمر (الوطني) -والأقواس هنا مهمة جداً- بعض حكمة كافور ،والصحافيون يتوجهون لداره بالنادي الكاثوليكي لينقلوا وجهات نظر المسئولين هناك ويتيحوا لهم مساحات عزيزة في الصحف ومنابر جد غالية لو تعلمون ولكن !

الداخل إلي دور الأحزاب السودانية كلها جمعاء أول ما يلحظه هو الحفاوة والترحاب من العاملين هناك الذين يفتحون لك قلوبهم قبل أبوابهم وهم في الغالب ما يكونون من شباب ورجال الحزب الملتزمين المخلصين الذين اول ما يهمهم هو أن يعكسوا صورة مشرقة وجميلة تشرف حزبهم لدى ضيفهم في دارهم وهي بعض صفات السودانيين عامة يأتي بها الشخص السوي السليم الوجدان من بيته وداره لا يحتاج تعلمها لدورات بالخارج وركوب الطائرات إلي بلاد الفرنجة ودول شرق آسيا. !

ولكن كذلك أول ما يلاحظ الزائر لدار حزب المؤتمر (الوطني) يلاحظ ان العاملين هناك أقرب للموظفين الحكوميين الذين يعملون بدوام وراتب هو لا غيره ما يحدد مدي تفانيهم وإخلاصهم وأدائهم.. إنطباع أولي لابد ان ينتابك وان تخطو خطوتك الاولى داخلاً إلي هناك ثم وما ان تحدث أحدهم حتي تتاكد أنك تحدث أحد رجال الأمن أو المخابرات من أؤلئك الذين عندهم البرئ متهم حتي يثبت براءته فغالباً ما ينظر إليك موظفي المؤتمر(الوطني) من علٍ نظرة الشك والريبة والظن السئ شأن من يأتي الأعمال القباح.

ظروف المحرر الزميل الذي يرقد مصاباً بعد تعرضه لحادث سير و(حظي العاثر) هو ما جعل إدارة الاخبار في ألوان تكلفني أنا دون غيري بالذهاب لدار المؤتمر (الوطني) لمتابعة ما يستجد عندهم من أحداث الازمة مع الحركة الشعبية ،بعد ان كنت زماناً أعمل في دوائر وأحزاب محترمة وأقابل أشخاص في أعلى مستويات الذوق واللياقة والتقدير والإحترام .

وذهبت ..طائعاً وليس متطوعاً يسوقني بعض ما يجبر (خادم الفكي ) على الصلاة.

وفي نهار قائظ شمسه لافحة لم اكن احلم بأن ألق عندهم وادي حمدة بنت زياد (وقانا لفحة الرمضاء واد سقاه مضاعف الغيث العميم / نزلنا دوحه فحنا علينا حنو المرضعات على الفطيم) كان كل مايشغلني أن إنجز المهمة التي أوكلت إلي بالوجه المطلوب وأنصرف ولكن موظف الإستقبال وهو شاب ذو لحية كثة شعثاء غير مهذبة ينبئ مظهره عن مستوى ثقافي وتعليمي متواضع وبعد أن كشّر في وجهي وحاصرني بكل ما ذكرت سابقاً من نظرات الشك والريبة الظنون زعم (ومن تحت مناخره) ان ألوان ليس لديها أي محررين يتعاملون مع المؤتمر (الوطني) !وبهذا فهو لا يعرفني لا حظوا. هذا قبل أن يسأل عن بطاقتي أو هويتي ثم بعد حديث قصير اقر أن هناك محرر من ألوان يتابع عندهم علي الدوام وسألني عن اسمه على سبيل (الإختبار) فأخبرته به قال :هذا صحيح بعدها فقط طلب بطاقتي والتي لم تكن معي حينها وقل ما احتاجها خصوصاً في دور الاحزاب والتنظيمات فلم يصدق أنه وجد هذه الفرصة والثغرة فأعرض ونأ بجانبه وأقسم أن لا مكان لي في مؤتمره ولو لدقائق أقضي فيها مهمتي وطردت شر طردة

كيف أخبر هذا أنني هنا لخدمة قضيته ولعكس وجهة نظره ..كيف أشرح له ذلك؟ من هذا الذي يجد فرصة في إعلام اليوم ثم يعرض ويستنكف غير هؤلاء أصحاب العقول القاصرة المريضة والظن السئ السقيم فهل هذا (عرض لمرض أصاب القوم !!) ومن عجب إن تراهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم..أو كما أبدع في تصويرهم محمد حسن سالم حميد:

فقرم سمان من ضعفنا

والدم يمين الفي العروق ما دمهم

دمك يا إخيِّ ودمي إنا !

مرات معدودات هي التي دخلت فيها ناديهم الكاثوليكي وفي كل مرة يتأكد أحساسي بالغربة والجفاء لا آلف أي شئ هناك حتي حنفية المياه لا آلف أن أخذ منها جرعة ماء - علها مملؤة من عرق ودم هذا الشعب الصابر المقهور - ولعلهم أحسوا مني ذلك مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة تتشاءم كما تتشاءم الخيل فما تناكر منها أختلف وما تعارف منها إئتلف) فالحمد الله أن أنكرت روح أرواح هؤلاء القوم في عالم البرزخ قبل أن نلتقيهم في هذه الفانية.

لا أقول كل هذا انتصاراً لنفسي –بعضه فقط كذلك-ولكن غضباً للقيم السودانية النبيلة التي نجح المؤتمر (الوطني) وحكومته المستبدة في طمس معالمها وتتضييعها حتي اصبحت الشخصية السودانية مكروهة على نطاق العالم يطاردها شبح هؤلاء أينما توجه السوداني عبر مطارات العالم .

أيها(الوطنيون الأحرار) تحلوا ببعض صفات السودان السمحة وأحترموا ضيوفكم في داركم فربما يأتي يوم لا تتذكرون فيه دعاء الخليفة الرشيد المهيب :

يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه .

ثم ألم يكن حميد صادقاً عندما بكى الوطن في عهدكم:

يا وطني يا فردة جناحي التاني

لما الناس تطير لعالما

وا وجعة الزول اليجيك ما يلقى فيك غير الهجير

وناساً تواتي مسالمة

كل البشاشات القبيل

يلقاها ميتي مسممة الجاتا جاتا من الأرض

ما جاتا من باب السما

من أين أتى هؤلاء أستاذنا الطيب صالح؟؟

عابرة - أرويني


الشاعر / محمد أحمد الحبيّب

أرويني .. .. أرويني نهر الأماني سراب
ياعابرة .. دليني ولميني في الأصحاب

الخوف من المجهول وباب الرجا المقفول
في أوجه العزاب والوازع الديني

كل التلاتة معاي اتلموا زادوا شقاي
شايل خطاي مرتاب والهم مزازيني

ودمع الأسي المسكوب فوق مقبرة محبوب
والعيد علي الأبواب والباكي يعنيني

خلاني بين العود وبين اللحا المشدود
عايش دمار الغاب والسوس حواليني

يامعتصم زايلة الدنيا مي مايلة
فيها الفرح كضاب ماشفتو يعميني

أوصف حياتك كيف كانت سحابة صيف
مرت علي السالماب لاضل ولا عِيني

ياعابرة حبيتك واسرعت لاقيتك
بالفرحة والترحاب واللهفة في عيني

حباً بلا جدوي متعثر الخطوة
دقيتلو مليون باب من غير يلبيني

مهزوم من الماضي مظلوم وانا القاضي
وكل القضية عتاب لي حظ معاديني

ورغم الحصل مازال سيف الولف كتال
سيرني في ديداب في آخرو راجيني

يوم الوداع الحار يوم ينتهي المشوار
يوم يرحلوا الأحباب يادمعة عينيني

ياعابرة حاتلاقي لوفي العمر باقي
عالم دروبو صعاب في تيهو تطريني

أنا والهوي المكتوم بين السهر والنوم
والركوه والمحراب والليل يواسيني